جرى السيل ::

راودتني فكرة أن أتنفس الشعر ...

ولكن ليس شعري وإنما شعر غيري ...

جلست بين الأشعار القديمة أتنهد الغربة وأشعارها ... فالغربة كثيرة الأنواع مترامية المعاني ...
وحسبنا ما حفظناه من قول الشاعر : ليس الغريب غريب الأهل والوطن ...

ربما كنت بين أحبابي ولكني غريب .. لا لشيء إلا لأني مسلم في هذا ا لزمان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"

ومن كل هذه المعاني تجمع لدي الكثير من أشعار الغربة فأحببت أن أنقل منها شيئا هنا ,,,, بدون ترتيب معنوي أو فكري ،،، تاركا لكم أيها الكرام ترتيبه في أذهانكم .. فإن كان ما فعلته خيرا فخير وإن كانت الأخرى فحسبي أني حسبته خيرا فأديته ..

قديما قيل: "غنى المرء في الغربة وطن وفقره في الوطن غربة

ومن أشعار الغربة :

جرى السيل فاستبكاني السيل إذ جرى ... وفاضت له من مقلتي غروب
وما ذاك إلا حين أيقنت أنه ... يكون بوادٍ فيه قريب
يكون أجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقى طيبكم فيطيب
أظل غريب الدار في أرض عامرٍ ... ألا كل مهجورٍ هناك غريب
وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى ... إلي وإن لم آته لحبيب
فلا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ... حبيبا ولم يطرب إليك حبيب

وقد شفني شوقي وأبعدني الهوى ... وأعيا الذي بي طب كل طبيب
وأعجب أني لا أموت صبابة ... وماكمد من عاشق بعجيب
وكل محب قد سلا غيرأنني ... غريب الهوى، ياويح كل غريب

ألا حي قبل البين أم حبيب ... وإن لم تكن مِنا غداً بقريب
وإن لم يكن أني أحبك صادقاً فما أحدٌ عندي إذاً بحبيب
سهام أصابت قلبه مللية ... غريب الهوى، واهاً لكل غريب!

وقال إبراهيم بن المهدي يرثي ابنه، وكان مات بالبصرة:
نأى آخر الأيام عنك حبيب ... فللعين سح دائم وغروب
دعته نوى لا يرتجي أوبة لها ... فقلبك مسلوب وأنت كئيب
يؤوب إلى أوطانه كل غائب ... وأحمد في الغياب ليس يؤوب
تبدل داراً غير داري وجيرة ... سواي، وأحداث الزمان تنوب
أقام بها مستوطناً غير أنه ... على طول أيام المقام غريب

أقَيْدٌ وَحَبْسٌ واغْترَابٌ وفرقةٌ ... وهَجْرُ حبيبٍ إنَّ ذَا لَعظيمُ
وإن امرأً دَامت مَواثِيقُ وَدِّهِ ... عَلَى عُشْرِ ما بي إنَّه لَكريمُ

أيا جارتا إن الخطوب قريب ... من الناس، كل المخطئين تصيب
أيا جارتا إنا غريبان ها هنا ... وكل غريب للغريب نسيب
كأني وقد أدنوا إلي شفارهم ... من الأدم مصقول السراة نكيب

فجعت بملك وقد أينعت ... وتمت فأعظم بها من مصيبه!
فأصبحت مغترباً بعدها ... وأمست بحلوان ملك غريبة
أراني غريباً وإن أصبحت ... منازل أهلي مني قريبه
فأقبلت أبكي وتبكي ومعي ... بكاء كئيب بحزن كئيبه

إن الغريب بحيث ما ... حطت ركائبه ذليل
ويد الغريب قصيرة ... ولسانه أبداً كليل
والناس ينصر بعضهم ... بعضاً وناصره قليل

أراني وقومي فرقتنا مذاهب ... وإن جمعتنا في الأصول المناسب
فأقصاهم أقصاهم من مساءتي ... وأقربهم مما كرهت الأقارب
غريب وأهلي حيث ما كر ناظري ... وحيد وحولي من رجالي عصائب
نسيبك من ناسبت بالود قلبه ... وجارك من صافيته لا المصاقب
وأعظم أعداء الرجال ثقاتها ... وأهون من عاديته من تحارب

غريبٌ بأرض الغرب منقطع الذكر ... بعيدٌ من الأهلين في بلدٍ قفرِ
تذّكر في أهل الجزيرة أهله ... فهيَّجه طول التشوُّق والفكر
فصوْت حمامٍ في الغصون كأنّما ... ندبن قتيلاً أو روين من الخمر
لئن كن ما تجري لهن مدامع ... فكل غريب الدار أدمعه تجري

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربع واسطا فجنوبه ... إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجُدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدو المخامر

أفى كل عامٍ غربة ونزوح ... أما للنوى من ونيةٍ فتريح
لقد طلح البين المشت ركائبى ... فهل أرين البين وهو طليح
وأرقنى بالرى نوح حمامة ... فنحت وذو الشجو الحزين ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعةً ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخى مهامه فيح

قصرت خطاي وما كبرت وإنما ... قصرت لأني في الحديد مصفّد
في مطبقٍ فيه النهار مشاكلٌ ... للّيل والظلمات فيه سرمد
تمضي الليالي لا أذوق لرقدةٍ ... طعماً فكيف حياة من لا يرقد
فتقول لي عيني إلى كم أسهرت ... ويقول لي قلبي إلى كم أكمد
وغذاي بعد الصوم ماءٌ مفردٌ ... كم عيش من يغذوه ماءٌ مفرد
وإذا نهضت إلى الصلاة تهجراً ... جذبت قيودي ركبتي فأسجد
فإلى متى هذا الشقاء مؤكد ... وإلى متى هذا البلاء مجدد
يا رب فارحم غربتي وتلافني ... إني غريبٌ مفرد متلدد

اللهم ارحم غربتنا في أوطاننا ....


مع تحياتي : وحيد في دنيتي

انشالله يعجبكم

يسلمووووووووو

يعطيك الف عافيه

مشكووووووووور اخوي على الكلام الحلوووووووووووووو عاشت الايادي